vendredi 28 décembre 2018

ليلة القدر تابع الموضوع

ليلة القدر



 1)  عدد الليالي في السنة واختلافها

إن عدد الليالي في السنة هو 365 ليلة ، وكل ليلة لها خصوصيتها ، والليالي القريبة من بعضها تقترب في الخصوصية وتتشابه في ما بينها ، وما من ليلة إلا وتختلف عن الأخرى ولو باختلاف طفيف ، ويزداد الاختلاف وتظهر الخصوصية كلما ابتعدت الليالي عن بعضها ، فليلة الربيع تختلف تماما عن ليلة الصيف وكلاهما يختلف تماما عن ليلة الخريف والكل يختلف تماما عن ليلة الشتاء ، إذن فكل ليلة من ليالي السنة إلا ولها خصوصيتها وتختلف عن الأخرى .

2 )  تمثيل الليالي بالصور







لنفرض أن الليلة رقم 1 هي ليلة القدر كما هو موضح في الصورة ، فهل هذه الليلة بطولها وعرضها ولونها أي بطقسها نجدها في ليالي الشهر المقبل ؟  الجواب لا  ،  وهل نجدها بعد شهرين أو ثلاث ؟ الجواب لا  ، ومتى نجدها ؟  نجدها عندما ننهي السنة ونمر عبر الليالي كلها أي بعد قضاء 365 ليلة ، عندها نعود إليها هي بالذات والصفات .
فهل إذا تخطينا 10 ليالي خلال السنة كأن نترك الليالي الأخيرة من السنة أو نتخطى العشر ليال الأولى من السنة مثلا فهل سنعثر على ليلة القدر ؟  الجواب كلا ، لذا علينا أن ننتظر إثنى عشر شهرا بمعنى سنة كاملة أي 365  ليلة لكي نعود إلى الليلة نفسها ، إذ لا يمكن أن نعود إليها بعد شهر ولا بعد شهرين ولا ثلاث ، فعلينا أن ننتظر سنة كاملة ، وإذا انتظرنا أقل من ذلك أو أكثر فلن نعود إليها وهذا ما يحدث فعلا .

ــ تمثيل ليالي السنة بالصورة الآتية


ننظر إلى الصورة في الأعلى ، ولنفرض أن ليلة القدر هي الليلة رقم 1 الملونة بالأسود ، ولكي نعود إلى هذه الليلة رقم 1  يجب المرور بكل ليالي السنة أي 365 ليلة ، وما يفعل حاليا هو أنهم يتوقفون عند الليلة 354  الملونة بالأحمر ، ثم بعد ذلك يقولون عن الليلة الصفراء أنها ليلة القدر وبذلك ضلوا .
ولنطرح أسئلة فنقول : أين ذهبت الليالي الأحد عشر التي أهملت ، وما مصيرها ، فهل هي غير موجودة ، فإن كانت موجودة فأين نضعها ، فهل نضعها مع السنة المقبلة ، فالسنة المقبلة لا يوجد فراغ فيها لتستقبل ليالي أخرى ، فكل ليلة لها مكانها ولا يمكن أن تدخل ليالي أخرى ضمنها ، ألا ترون بأنكم ضللتم وعليكم أن تتوبوا إلى الله  .


ــ  ليلة القدر هي التي نزل فيها القرآن
أنزل الله القرآن في ليلة القدر وأمرنا أن نصوم في الشهر الذي نزل فيه القرآن (  شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن  )  فالشهر الذي نزل فيه القرآن يتضمن الليلة التي نزل فيها القرآن أي ليلة القدر ، فعلينا أن نصوم في هذا الشهر ، ولكن الناس خالفت ما أنزل الله عليها ، وهي تصوم كما تشاء في أماكن لا يوجد فيها ليلة القدر كما هو موضح في الصورة أدناه .
نرمز لهذه الليلة باللون الأسود :


 ــ آخذ مثالا آخر للتوضيح ، ولنأخذ المولد النبوي مثلا .
نتابع الصورة الموالية ، ونرمز لليلة مولد النبي بالمربع الأخضر تعبيرا عن الليلة التي ولد فيها بليلة في الربيع

لكي نعيد ذكرى مولد النبي يجب قضاء 365 ليلة لكي نعود لليلة الخضراء ، وتلك هي ليلة المولد ، ولكن ما يفعل حاليا هو قضاء 354 ليلة والاحتفال بالليلة الحمراء وإيهام الناس أنها هي ليلة المولد ، فإذا كانت ليلة المولد في الربيع فتجدهم يحتفلون بها كل مرة في فصل من الفصول ، فتارة في الخريف وتارة في الصيف وتارة في الشتاء وهكذا ، ونفس الشيء بالنسبة للصيام ، فلما أمرهم الله أن يصوموا في ليالي معينة والتي فيها الليلة التي نزل فيها القرآن راحوا يصومون في غير ذلك .
  
ــ نتكلم الآن عن مسألة الفلك
تطرقت لهذه المسألة حتى إذا فكر المنكرون بالانصراف والإضلال من هذا الجانب وقالوا أن الليلة فلكية كان هذا جواب لهم .
نتأمل الصورة التالية :

لنفرض أن الليلة التي نزل فيها القرآن كان فلك الشمس والأرض والقمر في الوضعية الموضحة في الصورة أعلاه ، فلو أخذنا ليلة القدر فلكيا كما ترون في الصورة أي في هذه الوضعية الحالية ، ولكي تعود هذه الليلة فلكيا في هذه الوضعية مرة أخرى يجب أن تنتظر أكثر من 6000  سنة ، أي لا أحد يعيش لليلة القدر ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن تقدير ليلة القدر فلكيا فهي لصالح بلد دون آخر .


ــ ليلة القدر فلكيا في صالح بلد دون آخر
فعندما يكون تقدير ليلة القدر فلكيا فلا يستفاد منها إلا من كان عندهم الليل آنذاك ، ولنتأمل الصورة التالية
ولنفرض أن الليلة التي نزل فيها القرآن كان فلك الشمس والأرض والقمر في هذه الوضعية الموضحة في الصورة ، فنصف الأرض كان ليلا ونصفها الآخر كان نهارا ، فالذين كان عندهم النهار لم ينتفعوا من تلك الليلة ولا يمكن أن تأتيهم تلك الليلة لينتفعوا منها لأنها فلكية ، فهذه الوضعية الفلكية لا يمكن أن تعود إلا بعد أكثر من 6000 سنة كما ذكرت سابقا .


إذن ليلة القدر ليست فلكية وإنما لها طبيعة أرضية ، فمناخها وحجمها كل ذلك يعطيها طابعا أرضي وليس فلكي وبالتالي فإنها تأتي لجميع الناس ، وتعطي الفرصة للجميع ، وسنوضح ذلك في الموضوع القادم إن شاء الله ، فالليلة لها طابع أرضي واسمها يدل عليها ، فهي ليلة القدر ، وكلمة ليلة تعني طابع أرضي وليس فلكي
فالفلك ليس فيه ليل ، فالليل والنهار ينطبق على الأرض ، إذن فالليلة هذه تأخذ خصوصيتها من طقس ومناخ وكل ما يتعلق بطبيعة الأرض .

الخلاصة  :

ــ إن ليلة القدر هي ليلة من إحدى ليالي السنة
ــ ليلة القدر لها طبيعة أرضية وليست فلكية
ــ ليلة القدر لها خصوصية أرضية من طقس ومناخ وعوامل أرضية
ــ فهي ثابتة ولها موقع خاص بين ليالي السنة
ــ يجب الصيام في الشهر الذي يتضمن هذه الليلة فهو شهر ثابت

والموضوع الذي يلي هذا إن شاء الله هو تعيين شهر الصيام من بين ليالي السنة أي تعيين شهر رمضان


*** فلا عجب
فالله أمرنا أن نصوم حتى الليل ، فالناس غيروا ما أنزل الله وراحوا يصومون إلى غروب الشمس وبذلك فهم لم يصوموا ولا يوما واحدا في حياتهم ، أمة بكاملها وبعلمائها ومشايخها ، وارجع إلى الوراء أجيالا وأجيالا ، فكيف تريد أن يهديهم الله لينالوا من بركة ليلة القدر وقد غيروا ما أمرهم الله به ، وليس هذا في الصيام بل في الدين كله ، وخذ مثالا عن الصلاة والتي تقام يوميا ورغم ذلك غيروها فأحدثوا فيها ما لم ينزل به الله من سلطان  .
ــ صنعوا صلاتين في الظهيرة لم ينزل الله بهم من سلطان
ــ أمرهم الله بصلاة الفجر في طرف النهار الأول غيروا ذلك وراحوا يصلون قبل ذلك في الليل الدامس ثم يرجعون إلى فراشهم ليتموا نومهم ، فإذا جاء وقت صلاة الفجر مع بداية النهار وجدتهم نائمين وبذلك فإنهم لم يصلوا صلاة الفجر التي أمرهم الله بها ، فأمة بكاملها لم تصلي صلاة الفجر منذ أمد بعيد .
ــ أنزل الصلاة بمقدار فغيروها وجعلوا بعدد الركعات وبالتالي فهم يصلون كما يشاءون لا كما أمرهم الله .
ــ أنزل الله الصلاة الوسطى وجعلها تبدأ قبل غروب الشمس فغيروها وجعلوا بدلها المغرب وجعلوها تبدأ بعد غروب الشمس وبالتالي فهم لم يصلوا صلاة الوسطى التي أمرهم الله بها .
ـــ أمرهم الله بصلاة العشاء مع بداية الليل وتنتهي إلى غسق الليل فغيروها وجعلوها تبدأ بعد غسق الليل أي بعد قضاء وقتها وبالتالي فهم لم يصلوا العشاء منذ أمد بعيد ، ونفس الكلام يقال عن العبادات الأخرى فلا عجب إذن إذا تركوا ليلة القدر ليتخذوا ليلة غيرها وهكذا أضلهم الله فلا ينال من بركتها شيئا ، وطوبى لمن يتبع ما أنزل الله لا يشرك به شيئا .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire